كلمة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ونائب رئيس مجلس أمناء منتدى المستثمر العربي في:

افتتاح أعمال المؤتمر الرابع للمنتدى في باريس

18/09/2019

 كلمة المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ونائب رئيس مجلس امناء منتدى المستثمر العربي في افتتاح اعمال المؤتمر الرابع للمنتدى في باريس-  اليونسكو في 17 سبتمبر 2019

 
أصحاب وصاحبات السمو و المعالي والسعادة،
سعادة امين عام المنتدى،
ايها المشاركون والمشاركات الاعزاء،
 
انها خطوة جريئة من منتدى المستثمر العربي ان ينظّم مؤتمره الرابع هذا في باريس، خارج الفضاء العربي أولا وفي رحاب اليونسكو ثانيا، وهي المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، منصة البشرية جمعاء لبناء صروح السلام في عقول البشر.
يحمل اختيار البلد نفسه والمكان رمزية كبيرة تعكس تعطّشنا نحن العرب الى الانفتاح والحوار مع الآخرين، والى بناء جسور التعاون معهم.
لكن هذا المنتدى هو أيضا وبداية، منصة حوار بيننا كعرب لنتشاور على أوسع المستويات حول القضايا التي تقلقنا والتي بإمكاننا أن نعمل معا على مواجهة التحديات فيها: انها قضايا التنمية والسلام.
ماذا يمكن أن يقدّم المستثمرون العرب بل العرب وغير العرب لتسريع خطوات الاستقرار وإرساء قواعد السلام، في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم؟
انه الاستثمار في سبيل التنمية لأن وحدها التنمية المستدامة قادرة على تعزيز اوضاع الافراد والاسر وزيادة الدخل القومي للدول.
التنمية هي المدخل لأنها وحدها قادرة على لجم التطرف واللجوء الى العنف وغرس طاقات المودة والانفتاح في النفوس.
وعندما نقول تنمية مستدامة، نقصد توظيف الاستثمارات بما يحقق النفع لأوسع الفئات وهي أكثر من النمو الاقتصادي الصرف. وقد جعل المنتدى احد عناوينه الكبرى السعي نحو تعزيز التوازن بين الجنسين. وهذا دليل واضح على وجود فكر عربي متنور، اقتصادي المنطلق، اجتماعي الهدف وانساني الغايات النهائية.
ولما كنا في دار اليونسكو اسمحوا لي لأن أذكّر بالموقف الفكري النبيل والحازم لليونسكو منذ ما يزيد على 25 عاما لجهة الدعوة الى تحويل المقاربات الاستثمارية من الزاوية الاقتصادية والمالية البحت الى المروحة الاوسع للتنمية الاجتماعية والتي تحولت اليوم الى التنمية المستدامة.
ومنذ تلك الفترة واليونسكو تحارب من أجل أنسنة العولمة الاقتصادية.
ومن قال تنمية مستدامة قال بإدماج النساء في الاقتصاد وفي التنمية. فالنساء هن احصائيا نصف المجتمع. ومن غير الطبيعي أن يبقى حضورهن ضعيفا في الاقتصاد الوطني حيث متوسط مشاركة النساء في القوى العاملة في الدول العربية لا يصل الى ال25%.
أيها الحضور الكريم،
يشير هدف التنمية المستدامة الى رؤية استراتيجية للنشاط الاقتصادي. لكن الرؤية وحدها لا تكفي. بل يجب أن يترجمها الى الواقع حسّ التضامن الذي يجعل علاقات الناس أجمل وتبادلاتهم الاقتصادية أنفع.
تأسيسا على ما تقدّم، قامت منظمة المرأة العربية بإطلاق برنامج SEE support, educate and empower, ادعم واعلم وامكن، وقد اعتمدته القمة العربية للتنمية الاجتماعية والتى انعقدت في بيروت في يناير ٢٠١٩، ودعت كل الجهات الى تمويله. يهدف هذا البرنامج الى دعم وتمكين النساء والفتيات في المناطق المهمشة، اي في تجمعات النازحين والمهجرين قسرا من مناطق الحروب والنزاعات المسلحة،  واللاجىين وجزر الفقر في العشوائيات في المدن الكبرى والمناطق الريفية والنائية.
كذلك اطلقت المنظمة برنامج " بصماتي" Bassamati, وهو يسعى الى عقد شراكات مع المستثمرين لتوظيف بعض أموالهم في مجال تنمية قرية أو منطقة أو مدينة أو فئة محددة من الناس. فيخصص المستثمر أو الشركة المستثمرة مبلغا يتم توظيفه في تلبية حاجات محددة لإنجاح عملية اقتصادية تنشل العاملين فيها من الفقر وتوفر لهم رزق عيالهم. ويحمل المشروع بصمات صاحبه وكذلك اسمه.
إن توسيع مروحة هذا النوع من البرامج من شأنه توسيع  دائرة الناس الناشطين اقتصاديا ويساهم في التنمية المستدامة. إن سرّ هذا اللقاء أنه يحمل رسائل عدة الى العالم، وسحره أنه سينجح في مدّ الجسور وفي تشبيك العلاقات فيتحقق التعاون ليس فقط على المستوى العربي بل أيضا على المستوى العالمي.
تلك هي طريق التنمية والسلام.
 
الدكتورة فاديا كيوان
 

أخبار متعلقة