كلمة السيدة حورية خليفة الطرمال معالي وزيرة الدولة لشؤون المرأة بحكومة الوحدة الوطنية بدولة ليبيا

في احتفالية تسلم دولة ليبيا رئاسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية

11/07/2021

 المستشارة/ رحاب أبو زين 

                                 القائمة بالأعمال بسفارة الجمهورية اللبنانية 
                              ممثلة عن السيدة كلودين عون رئيسة المجلس الأعلى للمنظمة 
 
سعادة السفير/ د. احمد نايف رشيد الدليمي 
                            المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى جامعة الدول العربية     
                            ممثلا عن رئيسة المجلس التنفيذي الدكتورة يسرا كريم محسن  
 
سعادة السفير / صالح عبد الواحد الشماخي 
                                         مندوب دولة ليبيا لدى جامعة الدول العربية
 
سعادة الدكتورة/  فاديا كيوان
                                  المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية.
 
السيدات والسادة رؤساء الوفود والبعثات
 الحضور الكريم
 
يسرني ان اشارككم هذه الاحتفالية معبرة عن شكرنا لكافة المنخرطين في منظمة المرأة العربية على اختلاف مواقعهم وتباين مستوياتهم على ما لمسناه من حسن الاستقبال ودقة التنظيم ، وإنه ليسعدني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن بلادي حكومةً وشعباً  أن أنقل لكم مشاعر دفينة محملة بصادق التحايا والتقدير لكم جميعاً مع اعتزاز ي بشرف ترؤس وفد دولة ليبيا وتولي رئاسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، 
وإذ نثمن الأهمية القصوى لمنظمة المرأة العربية باعتبارها احدى رموز التضامن العربي بفسيفساء تنوعه ومكوناته الثقافية المختلفة  ولإدارة المنظمة  الحكيمة التي جمعتنا علي مدار ثمانية عشر سنة  وفق اهدافنا المشتركة للتباحث حول قضايا دعم وتمكين المرأة في جميع المجالات ، خاصة في ظل الظروف الراهنة والتغيرات المستمرة التي يعيشها العالم اليوم جراء تداعيات فيروس كورونا عفانا الله واياكم وكيفية التعامل والتواصل رغم هذه التحديات  .
وبهذه المناسبة لا يفوتني ان أشيد بالدور البارز للسيدة "كلودين عون" رئيسة الهيئة الوطنية لشئون المرأة اللبنانية خلال ترؤسها للدورة التاسعة للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية كما أتوجه بالشكر والعرفان للجمهورية اللبنانية على ما قدمته من عون للمنظمة طيلة العامين 
الماضيين مثمنين دورها البارز والمميز في نشر ثقافة المواطنة وتعزيز مفهوم المساواة والدعوة إليها والانتصار لها من خلال اعمال المؤتمر الثامن لمنظمة المرأة العربية.
 
ولعلها فرصة سانحة أن أغتنم هذه المناسبة للإشارة إلى قضايا تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، التي تعد من القضايا الأساسية وفق أجندة حكومة الوحدة الوطنية. لقد أدركت حكومتنا بكامل وزاراتها ومؤسساتها أن الإشكالات العالقة بوضع المرأة هي في الواقع قضايا مرتبطة بالعدالة الاجتماعية وبتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وهي قضايا تتعلق بالحضارة الإنسانية ككل.. إنه من نافلة القول إن تقدم المجتمعات يقاس بمؤشرات ثقافية، من أكثرها أهمية وضع المرأة في المجتمع ودورها فيه.
وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: 
وإذا النساء نشأن في امّةٍ .... رضع الرجالُ جهالةً وخمولا
 
أو كما قال صنوهُ شاعر النيل” حافظ إبراهيم"
الام مدرسة إذا اعدتّها.. اعدتّ شعبا طيب الأعراقِ
 
السيدات والسادة الحضور الكريم
 
منذ عقدين ونيف أنشئت هذه المنظمة استجابة لإعلان القاهرة الذي اصدره مؤتمر قمة المرأة العربية الأول في نوفمبر من عام 2000 ودخل في حيز التنفيذ في مارس عام 2003 ، فلنعُد للغايات الثلاث التي تأسست المنظمة من اجل تحقيقها ، ولنراجع معاً الأهداف التي تبنتها وتعهدت بإنجازها ، ولنذهب إلى استعراض المجالات التي تعاهدنا  -بالنص- أن تشكل أولويات عملنا في هذه المنظمة للنهوض بالمرأة وهو بالمناسبة ما حددناه في سياستنا العامة للمنظمة واوضحناه جليّاً في "استراتيجية النهوض بالمرأة العربية" واوصينا به في المنتديات الفكرية التي نظمت في أعمال مؤتمري قمة المرأة العربية الأول والثاني ،علينا أن نطرح كل ما سبق على طاولة البحث وننظر ما الذي استطعنا تحقيقه ؟ وما الذي عجزنا عن إنجازه؟ وما الذي حال بيننا وبين الوصول إلى مبتغانا؟! عندها فقط يكون لاجتماعنا معنى، وللقائنا جدوى، ولدورتنا مغزى 
 
أصبحت مسألة تمكين المرأة في صلب كل البرامج والخطط التنموية الوطنية بتهيئة كافة الظروف والعوامل التي من شأنها تعزيز وترسيخ مكانتها في المجتمع على كافة لأصعدة فهناك الكثير امامنا مما ينبغي عمله، لايزال طريق المرأة طويل للوصول الي المساواة الفعلية بضرورة تعزيز قدرات الآليات الوطنية المعنية بحقوق المرأة وتنظيم اختصاصات المؤسسات الوطنية التي تسهم في الإشراف على شؤونها وتمكينها فنحن نعمل على ضرورة تطوير آليات الإحصاء المتعلقة بالنوع الاجتماعي والاليات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان
 
اما عن دور المرأة الليبية في مشروع المصالحة الوطنية إدراكا لدور المرأة الهام والمؤثر في عملية تطوير البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية بالمجتمع الليبي خاصة في هذه المرحلة، وما تبعها من تغيرات على كافة الأصعدة واستنادا على قرار 1325 وقرارات مجلس الامن اللاحقة له والتوصية رقم 30  لاتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة وجميع الاتفاقيات الدولية والاقليمية المصادقة عليها ليبيا، فقد حان الوقت ان تساهم المرأة في مفاوضات السلام كما يجب ان تكون جزءا من عملية التحول الديمقراطي في دول ما بعد النزاع، فإننا نعمل علي مشروع لصياغة خطة عمل خاصة بالمرأة والأمن والسلام باعتبارها ((آلية وطنية)) وإطلاقها سيشكل الخطوة الأولى في وضع القرارات الإقليمية والدولية موضع التنفيذ، ويعد مكسبا هاما للمرأة على وجه الخصوص، كما يعزز منظومة حقوق الإنسان في ليبيا بشكل عام، ويعكس مدى استجابة الإرادة السياسية في ليبيا والتزامها بتحقيق الأمن والسلام.
 
علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا والعالم نظرا لجائحة كورونا الا ان المجهودات الوطنية التي تبذلها الحكومة بكل طاقاتها المخلصة للتصدي للجائحة داخل الدولة قد اثمرت بنتائج مرضية وفق التقارير المقدمة من الجهات المعنية بتقديم الدعم واللقاح علي الصعيد الوطني لكل المواطنين والمواطنات ولكل من وطئت اقدامه ليسكن ارض ليبيا دون تمييز او اقصاء ولازالت الجهود مستمرة للتخلص نهائيا من هذا الفيروس اللعين.
ولعل من اهم ما تعمل عليه الوزارة حاليا ومع كافة المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية وبالتعاون مع المجتمع المدني هو رصد السياسات والبرامج المستجيبة لاحتياجات المرأة خلال الجائحة.
 
 
وفي ختام كلمتي لا يسعني الا ان أتقدم بجزيل الشكر والامتنان باسم حكومة الوحدة الوطنية للحضور الكريم وللسيدات والسادة السفراء وعلى الأخص سعادة السفير صالح الشماخي مندوبنا المحنك الذي كثيراً ما كانت له مواقف ملموسة في خدمة المرأة والانتصار لقضاياها وهو من أطلق شعار ( المرأة تبني دولة وتحيي أمه ) الذي لايزال صداه يصدح  في كل الملتقيات وأينما اثيرت قضاياها، كما أشكر ممثلي الوفود والعاملين بمنظمة المرأة العربية وكل من ساهم وحرص على المشاركة  وابدى اهتمامه  بالدور المحوري الذي تمثله المرأة في النهوض بالمجتمعات وإسهامها اللافت الى جانب الرجل في معترك الحياة بكل جوانبها ومختلف تعقيداتها
اللافت 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

أخبار متعلقة