كلمة السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في إفتتاح مؤتمر " التنمية المستدامة: رؤى مستقبلية لحياة افضل "

03/10/2016

ألقت السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية كلمة في إفتتاح مؤتمر " التنمية المستدامة: رؤى مستقبلية لحياة افضل " الذي تنظمه جامعة عين شمس من 2—3 أكتوبر 2016 والذي ستقوم منظمة المرأة العربية بعرض استراتيجيتها للتنمية المستدامة خلاله وفيما يلي نص الكلمة :
السيدات والسادة
الحضور الكريم

 
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر لكلية البنات/جامعة عين شمس لحرصها على تناول مثل هذا الموضوع حيث أن التنمية المستدامة ستستمر تنفيذاً ومتابعةً على مدى الـ15 سنة المقبلة.
 
وفي الحقيقة، تنبع أهمية هذا المؤتمر من حقيقتين:

  •    أولهما أنه يولي اهتماما بمسألة التخطيط للمستقبل.
  •    ثانيهما  أن اختيار مثل هذا الموضوع إنما يؤكد حرص الجامعات المصرية على تناول قضايا الحياة اليومية والاطلاع على الأجندة الدولية للوقوف على آخر المستجدات فيما يخص مختلف القضايا.

 
ولعل اعتماد الأمم المتحدة لأجندة التنمية المستدامة 2030 يعد فرصة سانحة أمام الدول لتحقيق النتائج المرجوة من التنمية المستدامة، وبما يعود على الدول بالفائدة في ضوء مراعاة الأمرين التاليين:
أولهما:أن تنفيذ الأجندة التنموية يستلزم التنسيق والعمل الجماعي فيما بين أجهزة الدولة المختلفة من جانب وفيما بين مختلف الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين من جانب آخر، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا خاصة على الدول النامية التي لا تتوافر لديها مفاهيم العمل الجماعي أو على الأقل هي غير مترسخة في ثقافتها،
ثانيهما: أن إدماج المرأة فى جميع مجالات التنمية بأهدافها ال 17 يؤدي الى زيادة ناتج الثورة البشرية فى الدول، وذلك في ظل كون المرأة تمثل نصف الموارد البشرية التي يُعتمد عليها في تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فإن الحاجة
 
 
 
تتزايد لإشراك المرأة  في خطط  التنمية، إذ أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية، حيث تشير الدراسات العالمية إلى أنه:

  •        عندما يزيد معدل التحاق الفتيات بالمدارس بنسبة 10% يزيد الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 3%.
  •        أن تحسين دخل المرأة يؤثر بشكل مباشر على تحسين صحة أطفالها ورفع معدل تعليمهم.
  •        تنفق المرأة العاملة نحو 90% من دخلها على الأسرة بينما ينفق الرجل نسبة تتراوح بين 30-40%.
  •         أن تقليل الفجوة بين الجنسين في مجال الزراعة سوف يحقق أمنا غذائيا اوفر  ويخلص 100 مليون شخصا من الجوع.

السيدات والسادة،،
لقد تم اعتماد الأجندة التنموية تحت شعار "ألا يتخلف أحد عن ركب التنمية". لكن بالنظر في مدى الالتزام بتنفيذ ذلك في الواقع المصري، نجد أنه غالبا ما يتم التركيز على العاصمة والمدن الكبرى دون إيلاء أهمية للريف وأطراف المدن، لذلك، فقد تفاقمت المشكلات الاجتماعية من فقر وجوع وبطالة حيث لم يتم توجيه الاهتمام الكافي بتنمية الجميع.
 
 
 
 
ولعل نجاح التنمية المستدامة يتوقف على مدى قدرة الدولة على تنفيذها من أسفل إلى أعلى بحيث يتم تحديد احتياجات مختلف الأقاليم والمحافظات والقرى في مختلف المجالات وأن يتم ربط ذلك بالموازنة العامة للدولة بحيث تتمكن من التنفيذ ويتم وضع المخصصات اللازمة لتنفيذ الاحتياجات الفعلية.
 
كما يمكننا الاستفادة من تجارب الدول الأخرى والتي بدأت في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.حيث يوجد اهتمام كبير بمسألة دمج أهداف التنمية المستدامة في الموازنة العامة للدول ولمسألة جمع وتصنيف البيانات، بما يضمن كفاءة صنع القرار.  وعلى مستوى آخر نجد على سبيل المثال أن:
-       النرويج سوف تقوم بتضمين أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية في الدولة.
-       وقامت سريلانكا بإعداد دليل مؤشرات لقياس مدي الالتزام بمعايير الاستدامة وانها قد استخدمته لتقييم احد مشروعاتها الكبرى.
-       وفي دولة مثل سيراليون، وعلى الرغم من وجود تحديات كبرى على رأسها الفقر وانعدام المساواة وضعف الاقتصاد الوطني والكوارث الطبيعية وتداعيات التغير المناخي، إلا أنها قامت بجهود كبيرة في مجال التنمية المستدامة حيث قامت بنشر نسخة مبسطة من أهداف التنمية المستدامة وتوزيعها على البرلمان والمواطنين ومجلس الوزراء، وأعقب ذلك عقد جلسات استماع وورش عمل مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمجالس المحلية والأكاديميين والنشر عبر وسائل الإعلام.
 
السيدات والسادة،،،
لقد بادرت منظمة المرأة العربية بالاستجابة للأجندة التنموية عقب اعتمادها في سبتمبر 2015، بأن نظمت مؤتمرا بعنوان "المرأة العربية في الأجندة التنموية 2015-2030" بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، في القاهرة في نوفمبر 2015.وقام المؤتمر بمناقشة وضع المرأة في الـ17 هدفًا التي تشكل الأجندة التنموية بناءً على 24 بحثاً تم إعدادها لهذا المؤتمر.
واهتمت المنظمة بإنتاج مؤشرات تساعد الدول على إعداد التقارير الوطنية لبيان التقدم المحرز نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. كما قامت بإصدار عدد من الكتيبات والأبحاث والتقارير التي ترصد علاقة المرأة بالأهداف التنموية، والتي تتناول آخر المستجدات المتعلقة بالتنمية المستدامة كما تحدد أهم التحديات التي تواجه الدول عند التنفيذ وتوفر اقتراحات بالحلول.
وأعدت فيلما تسجيليا حول دور المرأة في التنمية ومظاهر التأثير والتأثر فيما بينها وبين مختلف المجالات.
كما اهتمت المنظمة بالمشاركة في مختلف الفعاليات المتعلقة بالتنمية المستدامة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مما مكَّنها من تحديد أهم الأولويات والتحديات التي تواجه دول العالم لدى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وقامت المنظمة بتطوير برنامج متكامل لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للمرأة في المنطقة العربية.
 
 
 
 
 
 
واتصالا بموضوع المؤتمر والمتعلق بالتخطيط للمستقبل، أتشرف بأن ألقي الضوء على أهم محاور برنامج المنظمة المتعلق بالمتابعة على مدار الـ15 سنة المقبلة. فقد قامت المنظمة بتشكيل فريق بحثى Think Tankلمتابعة الأجندة والتوصل للجديد بالنسبة لمؤشرات النوع الاجتماعى. وقامت بتشكيل آلية إقليمية رفيعة المستوى لتعزيز القدرات وتقديم الدعم الفني فيما يخص أهداف التنمية المستدامة. كما تعمل المنظمة على إنشاء مركز إقليمي يقوم بالتدريب على إعداد الموازنات العامة المراعية للنوع الاجتماعي، بما يكرس تضمين بعد النوع الاجتماعي واحتياجات المرأة في السياسات التنموية.
 
وسوف تعقد المنظمة منتدى سنوي لمتابعة التقدم المحرز نحو تنفيذ منهاج عمل المرأة في المنطقة العربية 2030، وذلك على هامش المؤتمر السادس للمنظمة الذي يعقد بالقاهرة يومي 13-14 ديسمبر 2016.
 
  وأدعوكم  للمشاركة في هذا المؤتمر،
وأخيرا أكرر التحية للحضور الكريم
 وأشكركم على حسن الاستماع.
 

أخبار متعلقة