في حوار مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت:
المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية تلقي الضوء على أبرز آثار أزمة "كورونا" على النساء في العالم العربي
04/04/2020
حول تداعيات كارثة "فيروس كورونا" على النساء في العالم العربي، أوضحت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في حوار مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت نشرته صحيفة الشرق الأوسط بنسختيها الورقية والإلكترونية اليوم الموافق 3 ابريل/نيسان 2020،
أن النساء هن في الأحوال العادية الحلقة الأضعف في المجتمع لجهة عدم حصولهن على خدمات الحماية والوقاية الصحية والاجتماعية.
* التغطية الصحية والاجتماعية:
أشارت كيوان إلى أن أنظمة الضمان الصحي والاجتماعي تغطى بخدماتها الفئات العاملة دون سواها وذلك حتى سن التقاعد، متغاضية عن حماية الفئات غير العاملة، وتلك التي تجاوزت سن العمل ، لافتة إلى أن النساء تشكل جزءا كبيرا من هاتين الفئتين.
وأضافت أنه لا يستفيد من تلك الخدمات الا العاملون في القطاع الاقتصادي الرسمي من دون أن تغطي القطاع الاقتصادي الهامشي حيث تعمل نسبة كبيرة من النساء في عالمنا العربي.
وخلصت إلى أن الأزمات الصحية والاقتصادية والمجتمعية الناتجة عن انتشار « كورونا » ، سيكون لها تداعيات كبرى على النساء بصورة خاصة.
* اللاجئات والنازحات:
من ناحية أخرى، ألقت سيادتها الضوء على الأوضاع المأساوية لملايين اللاجئين من الحروب والنزاعات المسلحة في أغلب الدول العربية، الذين لا يحصلون على خدمات صحية وقائية كافية وأغلبيتهم من النساء والأطفال.
*المرأة والأسرة ودعم الصمود الاجتماعي:
ودعت سيادتها إلى ضرورة دعم النساء في العالم العربي وبخاصة في مرحلة تفشي الوباء كونهن يلعبن دورا رئيسياً في تماسك الأسرة والحرص على بقاء أفرادها في البيوت، مؤكدة أن النساء تساهم كذلك في تعزيز الأمان النفسي لكل أفراد الأسرة وهن ضابط إيقاع لكل ما يجري في البيت وبخاصة في شؤون التوعية على النظافة والتعليم.
لفتت سيادتها كذلك إلى أن هذه الأزمة قد تؤدي أيضا إلى تنامي دور النساء في الحياة الاقتصادية بعد انتهاء فترة الوباء والسعي للنهوض الاقتصادي.
*حماية النساء من العنف:
وأشارت إلى أن السياسات الحكومية المشجعة للفتيات والنساء على الالتحاق المدرسي والجامعي وعلى الانخراط في العمل المنتج اقتصاديا قد أدت إلى تعزيز قدرات النساء في العالم العربي، داعية إلى ضرورة العمل على تعزيز التشريعات التي تحمي المرأة والفتاة من العنف، وبخاصة العنف الأسري، والذي قدرت أن يزداد بفعل الأزمة الخانقة وبقاء الجميع في البيت.
*نحو سياسات عامة مراعية للنوع الاجتماعي ابان الكوارث والأزمات:
كذلك دعت إلى ضرورة أن تقوم السياسات العامة، التي ستعتمد في مختلف الدول العربية لتعزيز الصمود في زمن الكوارث، باعتماد مقاربات حساسة للمساواة في الفرص بين الجنسين، بحيث تستفيد النساء مباشرة من برامج التوعية والتثقيف والتمكين الهادفة إلى تعزيز قدرات المجتمع بكامله على الصمود والتصدي للكوارث بأدنى كلفة ممكنة.
وأكدت أن البشرية تمر بتجربة استثنائية لابد من الاستفادة من دروسها لنكون أقوى وأكتر صموداً أمام كل أنواع التحديات.
وختمت بالتاكيد على أن العبرة هي أنه بدعم النساء تتضاعف قوة مجتمعاتنا العربية.