تؤمن منظمة المرأة العربية أن المرأة هي مفتاح تحقيق التنمية المستدامة وأن قضايا المرأة متشابكة في جميع المجالات ولا بد من معالجتها بنهج متكامل إذا أردنا تحقيق تنمية مستدامة حقيقية على المدى الطويل، فتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يشكل أساسا من الأسس الضرورية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة وإحلال السلام والأمن المجتمعي والرخاء في الوطن العربي، كما ان توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والتمثيل في العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات سيكون بمثابة وقود لتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.
لذلك، وبمجرد اعتماد الأمم المتحدة في سبتمبر 2015 لأهداف التنمية المستدامة 2030 البالغ عددها 17 هدفا و169 غاية و231 مؤشرا للقياس.
بادرت منظمة المرأة العربية بعقد أول مؤتمر عربي وعالمي اهتم بربط المرأة العربية بالأجندة التنموية 2030. عقد المؤتمر تحت عنوان: "المرأة العربية في الأجندة التنموية 2015-2030" في القاهرة خلال الفترة 29 نوفمبر حتى 1ديسمبر 2015. وقامت المنظمة برصد علاقة المرأة بكل من الأهداف الـ17 في إطار عدد من الدراسات التي أعدتها خصيصا للمؤتمر. وقد اهتم المؤتمر بإنتاج مؤشرات من منظور النوع الاجتماعي لقياس التقدم المحرز نحو تنفيذ الأهداف الواردة في أجندة الأمم المتحدة أو التحديات التي مازالت تعوق المسيرة، وذلك بهدف مساعدة الدول العربية على إدماج قضايا المرأة في الـ17 هدف لدى قيامهم بإعداد التقارير الوطنية على مدى السنوات الـ 15 القادمة.
وأعدت المنظمة فيلما تسجيليا حول علاقة المرأة بالأجندة التنموية، كما أعدت تقريرا حول أعمال المؤتمر.
وقد صدر عن مؤتمر المنظمة العديد من التوصيات التي تهدف إلى إدماج المرأة في الأهداف السبعة عشر. كما صدر عنه وثيقة "منهاج عمل لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 للمرأة في المنطقة العربية" والذي تضمن عددا من العناصر التي توضح دور المنظمة في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة للمرأة في المنطقة العربية.
وتضع المنظمة على جدول عملها بشكل ثابت مسارا لمتابعة إدماج المرأة في السياسات عند التنفيذ الوطني لأجندة التنمية المستدامة.
يتضمن ذلك ارشاد الدول بالآليات والأدوات والتجارب الناجحة التي تساعدها على إدماج كفء للمرأة عند تصميم وتنفيذ وتقييم خطط وسياسات التنمية المستدامة. وقد أعدت المنظمة بالتعاون مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة (UNDP).دراسة ارشادية في هذا المجال.
وتقوم المنظمة بمتابعة كافة المستجدات الخاصة بالتنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي بهدف التأكيد على الإدماج العادل والشامل للمرأة في أجندة التنمية المستدامة. فشالركت في كل من :
- ملتقى المنظمات العربية المتخصصة لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 (القاهرة: مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، 13-14/2/2017)
- المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2017 (الرباط: 3-5 /5/ 2017)
- الأسبوع العربي للتنمية المستدامة (القاهرة: 14-17 /5/ 2017) وقد عقدت خلاله جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان "المرأة العربية والأجندة التنموية 2030: نحو دعم الجهود الوطنية والإقليمية لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة في المنطقة العربية" يوم 16/5/2017.
- "المنتدي السياسي رفيع المستوي حول التنمية المستدامة لعام 2017" (مقر الأمم المتحدة- نيويورك: 10-19/7/2017)
وتشارك المنظمة في الاجتماعات السنوية للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة لتطرح وتناقش أهم قضايا المرأة العربية وعلى رأسها إدماج المرأة بكافة فئاتها لاسيما المرأة ضحية الحروب والنزاعات والمرأة المهمشة في التنمية.
كذلك تهتم المنظمة بقضايا فنية ذات صلة بملف التنمية المرأة في التنمية المستدامة على رأسها موضوع الموازنات المستجيبة للنوع في المنطقة العربية وتعتبرها شرطا أساسيا لترسيخ إدماج النوع الاجتماعي في التنمية وأداة مهمة لتحقيق المساواة في المنطقة العربية.
وتهتم المنظمة في هذا الإطار ببناء القدرات الوطنية في مجال تطبيق الموازنات المراعية للنوع الاجتماعي وتحليل وتصميم والرقابة على السياسات العامة ذات الصلة.
دورات تدريبية في مجال الموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي
تستهدف هذه الدورات مسئولين من وزارات المالية والتخطيط والآليات الوطنية المعنية بالمرأة وأعضاء البرلمان ومسئولين الأجهزة الوطنية للإحصاء ومنظمات المجتمع المدني. بهدف تزويدهم بالمعارف والمهارات المتعلقة بكيفية إدماج (النوع الاجتماعي) في السياسات المالية والنفقات العامة، وبآليات تطبيق التخطيط والموازنات المستجيبة للنوع في قطاعاتهم المتخصصة.
وتتضمن الدورات التدريبية التعريف بمفهوم النوع الاجتماعي في ذاته والتعريف بمسألة الاحصاءات المراعية للنوع الاجتماعي، وبأساليب تطبيق الموازنات المستجيبة للنوع (الآليات والوسائل) وكذا التعريف بأفضل الممارسات في هذا المضمار عالميًا.