بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الأخت الفاضلة صاحبة الفخامة ليلي بن علي رئيسة منظمة المراة العربية، رئيسة المؤتمر.
الأخوات الفضليات صاحبات المعالي والسمو والفخامة أعضاء المجلس الأعلى للمنظمة
الأخوات الفضليات أعضاء المجلس التنفيذي،،،،
الأخوات والأخوة الخبراء والعلماء المشاركون في المؤتمر الثالث لمنظمة المراة العربية.
الحضور الكريم ،،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني في البدء ان أعبر عن عظيم تقديرنا وشكرنا للجمهورية التونسية الشقيقة لاستضافتها لهذا المؤتمر، وأتقدم بالتهنئة الخالصة إلي صاحبة الفخامة ليلي بن علي لرعايتها لهذا المؤتمر، مع أمنياتنا الصادقة بأن تُكلل اجتماعات المؤتمر بالنجاح المرتجي ، آملين أن تثمر أعمال المؤتمر إرتقاء بأوضاع المرأة العربية.
أن اختيار موضوع المؤتمر عمل موفق جاء نتيجة لجهد فكري وبحوث ومسوحات قامت بها منظمة المرأة العربية من أجل تفعيل العمل العربي النسوي المشترك، وفي ولا يسعنا إلا أن نثمن هذا الجهد الذي بذله الخبراء والقيادات النسوية التي ساهمت في هذا العمل الكبير.
ولا شك ان انعقاد المؤتمر تحت شعار ( المرأة شريك أساسي في التنمية المستدامة) له دلالة كبري لتناوله قضية التنمية المستدامة واستجابة للتحديات العظمي التي يشهدها عالمنا العربي في مجالات العولمة، والأزمة المالية العالمية، والتغيرات المناخية، لقد أفرزت هذه القضايا في مجملها العديد من المشاكل التنموية التي أثرت سلباً على الأوضاع السياسية والأقتصادية والاجتماعية، لسائر المجتمعات العربية لا سيما النساء والأطفال .
يتركزمفهوم التنمية المستدامة حول الانسان حيث يغطي كافة المجالات المتعلقة بحياة البشر، الاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية، ومثلما تعنى التنمية المستدامة بتلبية حاجات البشر في الوقت الراهن فهى تعمل على المحافظة على حق الأجيال القادمة وتكريس مبدأ الشراكة والعدالة في كل جيل وما بين الأجيال و كذلك بين الجنسين.
لقد حققت المرأة العربية مكاسب عديدة في مجالات التشريع والسياسات والتعليم والمشاركة في السلطة وتولي مواقع اتخاذ القرار، وبالرغم من ذلك مازال هناك العديد من السلبيات التي تعاني منها المرأة العربية والتحديات التي تواجهها، فما زالت ظاهرة الأمية والتسرب من التعليم في مرحلة الاساس متفشية في أوساط النساء والفتيات ، كما ان ارتفاع نسبة وفيات الأمهات والأطفال في العديد من الدول يشكل هاجساً يؤرق بال الامة العربية.
وبالرغم من أن النساء اللائي يعملن في الزراعة والرعي وانتاج الغذاء في الريف يشكلن أكثر من سبعين بالمائة من السكان إلا ان الفقر يظل منتشراً في اوساطهم حيث ان غالبية النساء لايملكن الأراضي اللائي يعملن فيها ولا يحسب مجهودهن في الدخل القومي.
وليس ثمة شك في ان التغير المناخي قد تسبب في اتساع رقعة التصحر وشح المياه والجفاف وزيادة العواصف المدمرة والفيضانات والسيول خاصة في البلاد النامية مما اثر سلبا علي النساء باعتبارهن الفئة الأكثر عرضة للتأثر بهذه الكوارث الطبيعية. وفي واقع الامر هناك العديد من العوامل التي تسهم في تعميق تأثر النساء بتداعيات تغيرات المناخ والبيئة، من بينها، ضعف المشاركة في اتخاذ القرار حول قضايا التنمية، وضعف مهارات المراة العربية خاصة في المجالات التي تتطلب التعامل مع التقنيات الحديثة، وحتي الان لا يوجد سوى القليل من الدراسات التي تعالج المسائل المرتبطة بالنوع الاجتماعي والتغير المناخي ،أو تقدم معلومات حول تأثيرات التغيرات البيئية على النساء في المنطقة العربية تكون أساساً لوضع سياسات خاصة للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي والبيئة في سياق التخطيط لاحداث التنمية المستدامة ببعدها الشامل في الوطن العربي.
الأخت الكريمة رئيس المؤتمر،،،،
الأخوات الفضليات،،،،
تشكل السياسة القومية لتمكين المرأة التي أقرها مجلس الوزراء في السودانمرتكزاً أساسياً لتمكين المرأة وتعظيم نشاطها ومشاركتها في مناحي الحياة كافة. أما علي صعيد الالتزامات الدولية والاقليمية فتحظي الإهداف الثمانية للإلفية للتنمية باهتمام خاص كونها تهدف لترقية اوضاع المراة وتمكينها، وفي هذا الاطار تجئالهدفين رقم (3 ) ورقم (5 ) الخاصة بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ، وتخفيض معدل الوفيات النفاسية بمقدار ثلاثة أرباع في الفترة ما بين 1990 و 2015 في مقدمةالاهتمامات الوطنية لانها تعني بالمراة بوجه خاص.
وفي اطار السياسة القومية حققت المرأة السودانية في بلادى علي الصعيد الوطني العديد من المكاسب طوال مسيرتها، فقد نالت حق الانتخاب والترشيح منذ أوائل الستينات من القرن الماضي، وتبلغ نسبة تمثيل المراة في البرلمان الحالي أكثر من 25% نتيجة للتمييز الايجابي الذي حظيت به في قانون الانتخابات لعام 2008 وهو انجاز كبير للمراة ومفخرة لها ليس علي مستوي السودان فحسب وانما علي امتداد العالم العربي.
كما تولت المراة السودانية العديد من المواقع القيادية في الأجهزة الدستورية والتشريعية والتنفيذية، وبرزت العديد من سيدات الأعمال الناجحات في مضمار النشاط الاقتصادي لتصل إلي أكثر من 30%. وقد جاء ذلك كله مدعوماً بإرادة سياسية نافذة أكدت عليها استراتيجية الدولة وسياساتها الرامية لتعزيز مكانة المرأة وتعظيم إمكاناتها كشريك أصيل في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
وتتواصل الجهود الرسمية والشعبية في السودان بالتضافر مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمعالجة مشكلة وفيات النساء والاطفال. ونسبة لما يتمتع به السودان من موارد كامنة فقد شرعت الدولة في وضع وانفاذ السياسات والبرامج للارتقاء بالمرأة الريفية في إطار مشروع تنمية المرأة الريفية والبرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية والذي نامل ان يشكل وسيلة ناجعه لتحقيق الأمن الغذائي للسودان والوطن العربي معاً .
الأخت رئيس المؤتمر،،،،
الأخوات الفضليات،،،،
إننا عازمون على لإحلال السلام في جميع ربوع السودان ومعالجة الإزمات بمخاطبة جذورها لأن السلام هو أساس التنمية ونعمل على تفكيك حلقات الآمر بدارفور وإحلال الوئام في ربوعها العزيزة بالوسائل السلمية عبر المفاوضات في منبر الدوحة برعاية كريمة من دولة قطر الشقيقة والوساطة العربية والإفريقية . ويدخل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل لجنوب السودان مراحله النهائية عبر تنفيذ الاستفتاء الذي يمارس فيه أخواتنا وأخواننا بالجنوب حق تقرير المصير بين الوحدة والانفصال . وهذا تحدي كبير يضع وحدة البلاد في المحك من أجل السلام وتحقيق الوحدة بالتراضي . ونحن نبذل ما وسعنا من جهد للحفاظ على وحدة بلادنا وشعبنا الثري بتنوعه، وندعو أخوتنا في العالم لمناصرة شعب السودان لدعم خيار وحدة ترابه الذي لايتجزأ من الوطن العربي الكبير .
الأخت رئيس المؤتمر،،،
الأخوات الفضليات،،،،
نحن على قناعة تامة بأن الشراكة من أجل التنمية لا تتأتي إلا في بئية دولية مواتية، كما أن معايير حقوق الإنسان لا تتجزأ فلا يمكن احقاق الحقوق في اوساط الرجال والنساء وإغفال حقوق الشعوب في التنمية. فبالتنمية المستدامة يحقق الانسان عزته وحقه في الحياة الكريمة .
وهنا نؤكد ما دعونا إليه سابقاً بشأن قضية فلسطين العادلة إذ ما زالت وطأة الحصار تشتد على المرأة والطفل الفلسطيني مما يستوجب تجاوز مرحلة الإدانة والمناشدة للفعل الجاد لحماية المرأة والطفل الفلسطيني.ونرجو في هذا المقام ان تتبنى منظمة المرأة العربية ،في هذا المنبر، المبادرات المطروحة بشأن قضايا المرأة والإعلام والمناصرة وتفعيل تلك التي أجيزت في المؤتمرات السابقة.
وفي الختام نؤكد لكم إن مسيرة المنظمة ورسالتها النبيلة تجد منا كل دعم وتقدير، كما أن تحقيق أهدافها المرسومة تقتضي تعزيز العمل العربي المشترك، والتنسيق التام وتضافر الجهود الرسمية وجهود منظمات المجتمع المدني تحقيقاً لامال المجتمع العربي بكافة قطاعاته وارتقاء بأوضاع المرأة العربية في سائر المجالات.
وفقنا الله وإياكم لرفعة الأمة العربية والإسلامية.