بحلول الموعد المحدد للانتهاء من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، خاض المجتمع الدولي نقاشا معمقا حول الإطار العالمي الذي سوف يحل محل تلك الأهداف. وهنا، كان لزاما صياغة الأجندة التنموية لما بعد 2015 للتعامل مع الأهداف غير المنجزة من الأهداف الإنمائية للألفية. واتفق قادة العالم على تبني أجندة طموحة تكونت من 17 هدفا رئيسيا و169 هدفا فرعيا في مختلف المجالات (مرفق الأهداف التنموية 2015-2030). وقد اعتمدت الدول خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015 إطار عمل تنموي عالمي جديد من المفترض أن يستمر على مدار السنوات الخمسة عشر المقبلة.
واعترافا بدور المرأة على الصعيد العالمي، ومساهماتها التاريخية في مجتمعاتها، والنظام غير العادل الذي لا يزال يؤثر على حياتها، فقد تم تضمين هدف قائم بذاته معني بالمرأة في الأجندة التنموية الجديدة، وهو الهدف رقم (5) المعني بـ "تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة"، كما كان هناك إجماع عالمي حول ضرورة مراعاة تضمين بعد النوع الاجتماع على مدار بقية الأهداف.
وانطلاقا من حرص منظمة المرأة العربية على بلورة رؤية عربية موحدة تهتم بتحليل الأهداف التنموية السبعة عشر من منظور النوع الاجتماعي في ظل أولويات المنطقة العربية، تتعاون المنظمة مع كل من جامعة الدول العربية والمكتب الإقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في عقد مؤتمر رفيع المستوى حول وضع المرأة العربية في الأجندة التنموية 2015-2030.
حيث تؤمن منظمة المرأة العربية بأن قضايا المرأة متشابكة في الأهداف السبعة عشر ولا بد من معالجتها بنهج متكامل إذا أردنا تحقيق تنمية مستدامة حقيقية على المدى الطويل، فتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يشكل أساسا من الأسس الضرورية اللازمة لإحلال السلام والرخاء والتنمية المستدامة في الوطن العربي، كما ان توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والتمثيل في العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات سيكون بمثابة وقود لتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.
|