كلمة الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية

في احتفالية تسلم دولة ليبيا رئاسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية

11/07/2021

 أيها الضيوف الكرام،، 

 
يشرفنا ويسرنا أن نستقبل معالي الوزيرة الطرمال والوفد الليبي المرافق في هذه الزيارة الأولى لمنظمة المرأة العربية وحيث سيتم تسليم معالي الوزيرة ملف رئاسة المجلس الأعلى للمنظمة للدورة العاشرة 2021-2023 وذلك حسب الترتيب الأبجدي كما تنص إتفاقية إنشاء المنظمة.
تنتقل الرئاسة من الجمهورية اللبنانية إلى دولة ليبيا.
فإسمحوا لي أن أوجه الشكر والتقدير للجمهورية اللبنانية وبخاصة للسيدة كلودين عون على الجهود التي بذلتها والإندفاع الذي تحلّت به خلال فترة الرئاسة اللبنانية للمجلس الأعلى. 
وشكرنا للسيدة كلودين عون يعود أيضًا للدور المهم جدًا والذي لعبته في تنظيم وعقد المؤتمر الثامن للمنظمة فقد كان حرصها دائمًا وبالرغم من ظهور جائحة كورونا، أن ينعقد هذا المؤتمر بأعلى درجات الجودة وبأوسع مشاركة عربية ودولية. 
أرجو من سعادة القائمة بالأعمال أن تنقل للسيدة عون تقديرنا وخالص مودتنا. 
معالي الوزيرة،،
المجلس الأعلى هو العقل المدبَر للمنظمة. وفي عودة إلى تاريخ إنشائها في العام 2003، نسجل أن المجلس الأعلى هو الذي أنشأ المنظمة. 
كانت آنذاك مجموعة متميزة من السيدات الأول، زوجات رؤساء جمهورية وملكات وأميرات وشيخات ووزيرات من الطراز الرفيع. كانت تلك السيدات صاحبات رؤية وروح قيادية وصدق وحماس لقضايا المرأة. ومع إنشاء المنظمة، قفز العمل العربي المشترك قفزة نوعية وتجاوز مجرد التنسيق على مستوى لجنة فنية تجتمع دوريًا لتقف عند مايكون قد حصل.
تلك النساء عقدن العزم على كسر الطوق وكسر الصمت وتفكيك الصور النمطية التي كانت رائجة ضد العالم العربي والإسلامي في الثقافة والإعلام الدوليين.
من خلال إنشاء المنظمة عبر العالم العربي إلى الألفية الثالثة بوجه متنور مناصر للمرأة وداعم لقضاياها.
والجدير بالذكر أن إنشاء المنظمة في العام 2003 سبق لحوالي العقد إنشاء هيئة  الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة. كنا السبّاقون. 
تتميز منظمة المرأة العربية بغنى مؤسساتها. فإلى المجلس الأعلى الذي يجمع السيدات الأول أو من يمثلهن، و في ذلك إشارة متعمدة إلى مباركة رئاسة الدولة للعمل الخاص بالمرأة. 
هناك مجلس تنفيذي يجمع وزيرات المرأة أو رئيسات الآليات الوطنية الخاصة بالمرأة.
وفيما رئاسة المجلس الأعلى هي في هذه الدورة في يد دولة ليبيا، فإن رئاسة المجلس التنفيذي للعام 2021 هي في يد جمهورية العراق. 
تميز مسار منظمة المرأة العربية بمرحلتين: مرحلة أولى ذهبية  امتدت حتى العام 2011. وكان الدعم والتشجيع للمنظمة يأتي من كل حدب وصوب.
والمرحلة الثانية منذ 2011 وحتى الأمس القريب كانت مرحلة صعبة جدًا، حيث كانت المنظمة تتلقى شظايا كل التقلبات والتعثرات الحاصلة في الدول، وكذلك تداعيات الحروب والنزاعات المسحلة في العديد من الدول العربية. 
منذ سنوات قليلة يبدو أن الأوضاع باتت متجهة إلى الإستقرار في أكثر من دولة عربية. ونحن نصلي أن يصل الإستقرار إلى جميعها وأن تعود قضايا المرأة إلى سلم الأولوية في إهتمام الجميع. 
معالي الوزيرة،،
لا يخفى على أحد أن النساء والفتيات كن أهدافًا مباشرة في الحروب والنزاعات المسلحة وكن من ضحايا تداعيات تلك الحروب من نزوح قسري وتهجير وإعتداءات وأعمال عنف واحيانًا إجرامًا "ممنهجًا" يستحق وصفه بجرائم الحرب.
بالأمس احتفل العراق بمرور السنة الرابعة على خروج المنظمات الإرهابية من مدينة الموصل. والعراق مازال يضمد جراحه ويعيد بناء ماتهدم. 
دولة ليبيا من جهتها، عادت إلى الإستقرار وبدأت ورشة البناء.
في هذا السياق تلتزم منظمة المرأة العربية بدعم جهود الحكومات وبوضع برامج تمكين للنساء والفتيات في كل الميادين وبخاصة في المجال الاقتصادي والسياسي والتربوي. كما وأن برامج المنظمة الخاصة بتطوير التشريعات وتمكين البرلمانيين والقضاه وطلاب وطالبات المعاهد القضائية يمكن أن تمتد لتشمل فئات محددة في البلدان التي تقوم حاليًا بإعادة بناء مؤسساتها بعد الحرب.
ويمكن للمنظمة التنسيق بين الدول العربية والتي عاشت حروب ونزاعات لوضع برنامج خاص لمعالجة ومواكبة وإدماج النساء والفتيات الضحايا. ويمكن أن تتقدم المجموعة العربية بقيادة دولة ليبيا بإقتراح قرار يصدر عن مجلس الأمن أو عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الشأن. 
 
معالي الوزيرة،،
أنتم أمام مهمة جميلة لأنها قيادية لكنها صعبة لأنها أمام العديد من التحديات. 
فريق عملي وأنا إلى جانبكم في هذه المهمة.
مبروك رئاسة المجلس الأعلى لدولة ليبيا وكل التوفيق والنجاح.
 
 
 

أخبار متعلقة