منظمة المرأة العربية وجهود مناهضة العنف ضد المرأة 2024
25/11/2024
تولي منظمة المرأة العربية اهتماماً كبيرًا لقضية مناهضة العنف ضد المرأة بسائر صورها بما يشمل العنف في المجالين الخاص والعام، كما تولي عناية خاصة للعنف الذي تتحمله النساء والفتيات في أوقات النزاعات المسلحة وتحت الاحتلال. وتقارب المنظمة قضية العنف من جوانب عدة تشمل الجانب القانوني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وبشكل عام، يعتبر موضوع مناهضة العنف ضد المرأة بندًا أساسيًا على جدول أعمال الفعاليات المتنوعة التي تعقدها المنظمة من ندوات وورش عمل ومؤتمرات واجتماعات للخبراء وخلافه.
وخلال عام 2024 أطلقت المديرة العامة للمنظمة عدة نداءات ووجهت رسائل إلى الجهات الدولية ذات الصلة لوقف النار ووقف الحرب على المدنيين في غزة وسائر فلسطين المحتلة.
كما تم تنفيذ عدد من الفعاليات ذات الصلة:
# في فبراير/شباط 2024 عقدت المنظمة بالشراكة مع الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة "المؤتمر الإقليمي حول المرأة العربية والأمن والسلام.. التحديات أمام النساء في المنطقة العربية" الذي حمل شعار وقف الحرب على غزة .. الآن وليس غداً" (الكويت:15-16/2/2024) وجاء استجابة للأحداث الدامية في غزة وخرج عنه نداء عاجلا يحمل توصيات لسائر الجهات الدولية والإقليمية المعنية بما فيها مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والصليب الأحمر الدولي، وسائر وكالات الإغاثة الدولية والإقليمية، والمؤسسات الحقوقية الدولية والعربية.
# وفي سياق الاهتمام نفسه، أنشأت المنظمة هذا العام مجموعة عمل خاصة هي (مجموعة المرأة العربية والأمن والسلام) التي صاغت برنامج عمل موسع يشمل إعداد دراسات ميدانية وطنية للاطلاع على أوضاع النساء والفتيات في كل دولة من الدول التي تعاني من النزاعات المسلحة وآثارها، وجمع الإحصائيات والرصد والتوثيق.
# ومن منظور المقاربة القانونية، عقدت المنظمة في مارس/أذار 2024، وضمن فعاليات الاجتماع رقم(68) للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة ، وبالتعاون مع دولة ليبيا، فعالية موازية بعنوان: (كيفية تفعيل التشريعات الدولية والوطنية والآليات القانونية لحماية النساء والفتيات في زمن الحروب)، وقد حضر هذه الندوة لفيف من الخبراء العرب والدوليين، وشهدت نقاشًا ثريًا حول الموضوع حيث استعرضت التشريعات والأطر القانونية الدولية والإقليمية والوطنية والتجارب الوطنية المختلفة فيما يتعلق بمواجهة العنف ضد المرأة وسلطت الضوء على وضع المرأة في مجال بناء الدولة وحفظ السلام في أوقات النزاعات وعدم الاستقرار. ودعت المديرة العامة للمنظمة لرفع مذكرة إلى الأمم المتحدة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، للمطالبة بتشكيل لجنة دولية لمراجعة القرار 1325 لكي يتضمن الإشارة إلى النساء تحت الاحتلال وليتضمن آليات للمساءلة.
# كذلك طُرحت قضية العنف من منظور اجتماعي في فعالية موازية أخرى عقدتها المنظمة بالمثل ضمن فعاليات الاجتماع رقم(68) للCSW بالشراكة مع الجمهورية اللبنانية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حملت تلك الفعالية عنوان (اقتصاد الرعاية في عالم متطور: المساواة في الرعاية والمسؤوليات المنزلية بين الرجل والمرأة كأداة لتحقيق العدالة والتماسك الاجتماعي)، ومن جملة مناقشاتها أكدت على أهمية معالجة العقبات والقيود التي تثقل كاهل المرأة ومنها أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر والنظر لتلك الأعمال على أنها مسؤولية جماعية. وضرورة أن تنتبه التشريعات لضمان التوزيع المتساوي بين النساء والرجال في تقديم الرعاية والواجبات المنزلية، من خلال تبني نظم عمل مرنة، وتوفير إجازة أبوة متساوية، وفتح دور الحضانة في أماكن العمل على أساس عدد الموظفين الذكور والإناث؛ هذا فضلا عن ضرورة معالجة التحرش الجنسي في مكان العمل، والسعي لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات بشكل عام وفي أوقات النزاع والحرب بشكل خاص. ولفتت الندوة إلى ما تتحمله النساء في فلسطين ولبنان جراء وحشية الحرب والأعمال العدائية؛ واستمرارهن في النضال للوفاء بمسؤولياتهن في تقديم الرعاية لجميع أفراد أسرهن في ظل الظروف غير الإنسانية.
# كذلك تمت مقاربة العنف الذي تواجه الناشطات في المجال العام، في نشاط عقدته المنظمة بالتعاون مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمملكة المغربية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، تمثل في ورشة عمل "تعزيز قدرات النساء المشاركات في الشأن العام" (الرباط: 20 - 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024) والتي تأتي ضمن سلسلة ورشات عمل تستهدف القيادات النسائية الشابة في الوزارات والأحزاب والمجالس النيابية وناشطات المجتمع المدني. وضمن الأمور الأساسية التي تناولتها أعمال الورشة كان العنف ضد المرأة في المجال العام وأشكاله وكيفية التصدي له.
# وحرصت المنظمة على إشراك الشباب من الجنسين في مناقشة الموضوع، حيث عقدت ملتقى الشباب العربي بعنوان: "تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين لدى الشباب العربي: أين نحن؟ وماهي خريطة الطريق؟" بالتعاون فيما بين المنظمة ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعية والأسرة بالمملكة المغربية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (الرباط : 21-24 أكتوبر/تشرين أول 2024 ) ، وكان موضوع "العنف ضد المرأة وآثاره على الأسرة والمجتمع" أحد الموضوعات الأربعة الأساسية التي تمحورت حولها نقاشات الملتقى.
# ومن منظور العنف الاقتصادي، وخلال أيام الحملة الدولية لمناهضة العنف (التي تمتد في الفترة 25نوفمبر-10ديسمبر) ستعقد المنظمة ورشة عمل إقليمية بعنوان "حماية المرأة من العنف الاقتصادي في الدول العربية" وذلك في المملكة الأردنية في الفترة 3-4 ديسمبر/كانون أول 2024. وتتناول الورشة موضوعات العنف ضد المرأة وتركز على العلاج وإعادة التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء ليتمكنّ من مواجهة العنف.
# كذلك لم يفت المنظمة تناول موضوع العنف المرتبط بالانترنت وبتكنولوجيا المعلومات. ففي مطلع العام القادم (فبراير 2025) تعقد المنظمة مؤتمرها العام العاشر الذي يعقد كل عامين ويعتبر محفلا علميًا لمناقشة أهم قضايا المرأة العربية من قبل خبراء/خبيرات من سائر الدول العربية الأعضاء.
يحمل المؤتمر عنوان "التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي" وينعقد برئاسة جمهورية مصر العربية دولة رئاسة المجلس الأعلى للمنظمة في دورته الحالية، وتدور إشكالية المؤتمر حول القاء الضوء على ظاهرة العنف السيبراني الموجه ضد النساء والفتيات في المنطقة العربية، وما يرافقها من آثار سلبية على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمرأة العربية، وخاصة ما يتعلق بالحد من دورها ومشاركتها على الصعيد العام. ويركز المؤتمر على رصد الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة والتنبيه لخطورتها، وبحث سبل مواجهتها بشكل شمولي حاسم عبر جمع سائر الأطراف المعنية على طاولة النقاش، والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية، وتحديد الأدوار المختلفة في إطار رؤية مشتركة ينبثق عنها خطط وبرامج عمل قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.