انطلاق فعاليات ورشة العمل الإقليمية "تداعيات الحروب والنزاعات المسلحة على النساء والفتيات في العالم العربي: من الألم ينبت الأمل"
لإطلاق تقرير "عالقات في الصراع: حالة العنف ضد النساء والفتيات في الدول العربية" التي تعقدها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون المرأة بحكومة الوحدة الوطنية - ليبيا
06/06/2009
انطلقت فعاليات ورشة العمل الإقليمية "تداعيات الحروب والنزاعات المسلحة على النساء والفتيات في العالم العربي: من الألم ينبت الأمل"
لإطلاق تقرير "عالقات في الصراع: حالة العنف ضد النساء والفتيات في الدول العربية" التي عقدتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون المرأة بحكومة الوحدة الوطنية - ليبيا، (طرابلس: 16 ديسمبر/ كانون الأول 2025).
وفي الجلسة الافتتاحية، أشارت معالي الوزيرة/ حورية الطرمال وزيرة الدولة لشؤون المرأة ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية في دورته الحالية، في كلمتها إلى أن اختيار عنوان الورشة (من الألم ينبثق الأمل) لم يكن وليد الصدفة، بل هو انعكاس لواقع عربي مؤلم تعيشه ملايين النساء والفتيات في مناطق النزاعات والصراعات حيث تتضاعف المعاناة، وتتقاطع التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتكون المرأة في قلب هذه الأزمات، متحملة أعباء تفوق الوصف، لكنها - رغم ذلك - تظل رمزا للصمود، وركيزة لإعادة البناء، وصانعة للأمل.
وأضافت "لقد أثبتت التجارب أن النساء والفتيات لسن مجرد ضحايا للنزاعات المسلحة، بل فاعلات أساسيات في مسارات السلام، وإعادة الإعمار وتعزيز التماسك المجتمعي، وترسيخ ثقافة الحوار ونبذ العنف. ومن هنا، فإن تمكين المرأة، وحمايتها، وضمان مشاركتها الفاعلة، لم يعد خيارًا، بل هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وتنموية وأمنية."
وأكدت أن الورشة تكتسب أهمية خاصة في ضوء تجارب عربية متعددة، من بينها التجربة الليبية، التي تظهر بوضوح حجم المعاناة التي تكبدتها النساء خلال النزاع، وفي الوقت ذاته تبرز إمكانات حقيقية للتعافي، حين تتوافر الإرادة السياسية، وتُستعاد المؤسسات، ويُعترف بدور المرأة كشريك في بناء المستقبل.
وأشارت سيادتها إلى أن الورشة الإقليمية تشكّل منصة مهمة لتبادل الخبرات، وتحليل التحديات، واستعراض التجارب الناجحة، وصياغة رؤى عملية تسهم في بلورة سياسات واستراتيجيات عربية مشتركة، تعزز حماية النساء والفتيات في أوقات النزاعات، وتدعم أدوارهن في بناء السلام المستدام.
وأكدت على أهمية الشراكة والتكامل بين الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، والمجتمع المدني، والباحثين والخبراء، من أجل تحويل التوصيات إلى سياسات والأفكار إلى برامج، والطموحات إلى واقع ملموس.
وفي الختام ، ثمنت معاليها الجهود التي تبذلها منظمة المرأة العربية، وما تضطلع به من دور محوري في دعم قضايا المرأة العربية، مؤكدة التزام دولة ليبيا الكامل بالعمل المشترك، وتعزيز التنسيق، ودعم كل المبادرات التي تصب في مصلحة المرأة والأسرة والمجتمع.
وجهت الأستاذة الدكتورة/ فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في كلمتها الافتتاحية، خالص التحية والشكر والتقدير لدولة ليبيا ولدولة الرئيس عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، كما وجهت كل الشكر لمعالي الدكتورة حورية الطرمال، وزيرة الدولة لشؤون المرأة بدولة ليبيا، ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية في دورته الحالية على تعاونها ودعمها الدائم للمنظمة.
ورحبت سيادتها بالسيدات عضوات المجلس التنفيذي والسادة سفراء الدول العربية والمشاركين والمشاركات كافة.
وأكدت سعادتها أن المنظمة اختارت عقد هذه الورشة في ليبيا لأن الأخيرة تعيش في هذه الفترة، مرحلة انتقالية من الحرب إلى السلم، ولأن دولة ليبيا تشكل نموذجًا يحتذى به للدول العربية التي تحاول الخروج من الصراعات المسلحة والحروب إلى الأمان والاستقرار والتقدم.
وأعربت الدكتورة كيوان عن تطلعها لأن تنجح الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة الوحدة الوطنية بقيادة دولة الرئيس عبد الحميد الدبيبة في تعزيز الاستقرار في ليبيا وتحقيق التعافي وإعادة البناء لتعود ليبيا إلى دورها الإقليمي والدولي المتميز، ولتعود محورًا ورائدًا للعمل العربي المشترك.
وأوضحت سعادتها أن منظمة المرأة العربية شكلت منذ عامين مجموعة المرأة العربية والأمن والسلام من الدول التي تعاني من الصراعات المسلحة والحروب، أو تلك التي تحاول الخروج منها بقصد رصد حاجات النساء والفتيات فيها وحشد الجهود لتلبيتها. وأضافت أن التقرير الإقليمي (عالقات في الصراع: حالة العنف ضد المرأة) بداية تأسيسية لعمل هذه المجموعة لأنه يرصد واقع النساء والفتيات في ست دول عربية تعاني أو عانت من الصراعات وهي كل من فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، والسودان، وليبيا، خلال الأعوام الست الأخيرة.
وأكدت معاليها أن المنظمة ستعمل على تنفيذ توصيات التقرير ومتابعة عمل المجموعة العربية للمرأة والأمن والسلام من خلال دورات تدريبية على مهارات الدعوة والمناصرة والتحكيم والتفاوض وعقد التسويات من أجل أن يكون لدينا في العالم العربي وبالأخص في الدول التي تعيش صراعات ونزاعات مسلحة ، كتلة حرجة من الشباب والشابات القادرين/ات على التدخل في كل هذه المجالات. كما أكدت أن المنظمة تحرص على عرض وجهة النظر العربية حول قضايا المرأة العربية وأولوياتها في المحافل الدولية على أعلى مستوى، وتطالب بتطبيق الشرعة الدولية ووضع ضمانات وآليات لتنفيذها من أجل تحقيق الأمن والعدالة للنساء في المنطقة.
وقامت الباحثة الرئيسية ومحررة التقرير الإقليمي الدكتورة/ رابحة سيف علام (جمهورية مصر العربية) بعرض منهجية التقرير الإقليمي "عالقات في الصراع: حالة العنف ضد النساء والفتيات في الدول العربية" موضحة أنها تعاونت مع فريق بحثي مكون من ست دول عربية هي الدول محل الدراسة في التقرير وهي فلسطين ولبنان والعراق والسودان واليمن وليبيا. حيث رصد التقرير واقع العنف ضد المرأة في هذه الدول خلال الأعوام 2019-2025 .
مضيفة أن الفريق زاوج بين آلية البحث المكتبي بالإطلاع على التقارير والتشريعات والبرامج والسياسات الحكومية والدولية وبين البحث الميداني عبر عقد مقابلات ومجموعات بؤرية مع العاملين في قطاع خدمة وحماية النساء والفتيات سواء في مؤسسات رسمية أو غير حكومية. بالإضافة إلى عقد مقابلات ومجموعات بؤرية مع أكثر من 70 من جمهور النساء والفتيات المتأثرات بالصراع للتعرف على تجاربهن والتحديات التي واجهتهن وكيفية التغلب عليها.
ترأست سعادة الأستاذة/ فريال سالم، المستشارة في الرئاسة الفلسطينية، وعضوة المجلس التنفيذي للمنظمة، الجلسة الأولى: "عرض الدراسات الوطنية"
وشهدت الجلسة قيام الباحثون/الباحثات معدو التقارير الوطنية بعرضها من حيث النتائج الأساسية التي توصلوا إليها وأهـم المؤشرات والتحديات والتوصيات.
وقد أعد التقارير الوطنية كل من:
د.سامية مصطفى أبو السعود (دولة ليبيا)
د. فاديا حطيط (الجمهورية اللبنانية)
د. لونا عريقات (دولة فلسطين)
د. عدنان ياسين (جمهورية العراق)
د. سامية صالح (جمهورية السودان)
د. روزا جعفر (الجمهورية اليمنية)
وفي الجلسة الثانية: "عرض التقرير الإقليمي"
ترأستها سعادة الأستاذة الدكتورة/ فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية
وقامت الدكتورة/ رابحة سيف عالم، بعرض شامل لأهداف ومخرجات التقرير الإقليمي من حيث الاتجاهات الإقليمية وأشكال العنف وأبرز النتائج والتوصيات.
ضمت فعاليات الورشة الإقليمية طاولة مستديرة شارك في نقاشاتها السيدات عضوات المجلس التنفيذي للمنظمة وسفراء وممثلين/ممثلات من الهيئات الأممية والدولية المعنية وخبراء وخبيرات من ليبيا ومن دول عربية مختلفة.
وفي ختام أعمال الطاولة المستديرة، لخصت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان أهم توصيات الطاولة في التأكيد على ضرورة توجيه الدعم المباشر لجهود الإغاثة في مناطق الصراع. والعمل على دراسة الفجوات التشريعية القائمة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة لرأبها والدفع لتعزيز إنفاذ تلك التشريعات. وكذا تمكين المرأة في عمليات البناء ما بعد الصراع؛ تأكيدا لكونها فاعل أساسي وليست ضحية فقط.
وأخيرا الاهتمام بتطوير قواعد البيانات والإحصاءات ذات الصلة بأوضاع المرأة قبل وخلال وبعد الصراع.
وأوضحت معالي الوزيرة حورية الطرمال، أن عام 2025 شهد إنشاء أول منصة لرصد العنف ضد المرأة في ليبيا. وأكدت معاليها أهمية التوعية المجتمعية لتعزيز قضايا المرأة ومنها الدور الأساس للخطاب الديني بوجه خاص.