كلمة المديرة العام لمنظمة المرأة العربية في ختام ورشة العمل الإقليمية "دور الحضانات في توسيع أفق اقتصاد الرعاية نحو مزيد من الفرص والعدالة للنساء "
24/04/2025
ألقت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، خلال ختام ورشة العمل الإقليمية "دور الحضانات في توسيع أفق اقتصاد الرعاية نحو مزيد من الفرص والعدالة للنساء (في إطار إعداد خطة إقليمية لاقتصاد الرعاية في المنطقة العربية)"، كلمة دعت فيها الحكومات والوزارات المعنية لوضع موضوع الرعاية ضمن أولويات العمل من خلال استراتيجية وطنية ، وأشادت بالعروض الوطنية التي قدمتها الدول العربية خلال ورشة العمل، والتي عكست وعيا كبيرا بموضوع الحضانات من زوايا مختلفة.
وقدمت سيادتها تقييما نقديا لما دار خلال ورشة العمل فذكرت أن الحضانات خدمة ذات منفعة عامة ولا يجوز أن تكون محكومة بآليات السوق والأرباح، وأوصت المديرة العامة للمنظمة أن يكون فتح حضانات بالمنازل وفق إشراف دقيق من الجهات المعنية بالدولة، وضرورة وجود مؤسسات تعمل وفقاً للقوانين والشروط اللازمة للترخيص والتشغيل وآلية الإشراف ، كما تحدثت عن أهمية مراعاة البعد النفسي والتربوي للأطفال.
لافتة إلى أن هناك مدارس فكرية مختلفة في موضوع تربية الأطفال، منها المدرسة المحافظة التي تتبني فكرة بقاء الطفل مع الأم بالمنزل حتي سن السادسة ثم دخول المدرسة ، والمدرسة الليبرالية التي ترى أن الطفل تنمو قدراته الفكرية والنفسية والجسدية بشكل أفضل في وسط يكون فيه أطفال آخرين، موضخة أن هذه النظرية تتيح للمرأة الخروج للعمل.
وأضافت أنه رغم أن مسألة تعليم الفتيات شهدت قفزة نوعية في الدول العربية ولكن لم ينعكس ذلك علي سوق عمل السيدات، حيث تبدأ السيدات النزول لسوق العمل في وقت متأخر بسبب الزواج والإنجاب وتربية الأطفال، وأشارت إلى أن الدول الغربية أجرت دراسات علي مردود عمل المرأة علي الدولة والدخل القومي ومقدار الخسائر في حالة عدم عمل المرأة وفي ضوء هذه الدراسات تقدم الحكومات دعما وخدمات للحضانات لكي تعمل المرأة وتنتج ويعود ذلك بالنفع على الدولة، وهذا بعد إقتصادي مهم لأن عمل المرأة يعود بربح مادي ومعنوي لأن الدولة استثمرت في تعليم الفتيات ومن ثم تنتج ويزيد الدخل القومي.
كما تطرقت سيادتها إلى ضرورة التعاون والتشبيك بين الوزارات وصولا إلى استصدار قرارات من الحكومة وسن القوانين من البرلمان.
وأوضحت الدكتورة فاديا أن هناك التباسا بين دور القطاع العام والخاص في الإشراف على الحضانات وأنه لابد أن يكون هناك إشراف من جانب الدولة لأن هذا الأمر لا يتعلق بالربح فقط ، ولابد من وضع قواعد خاصة لضمان الأمن والأمان للأطفال وسلامة ما ننقله اليهم من معلومات.
وأوصت سيادتها بضرورة إعداد المعلمين في الجامعات والمعاهد لخدمة هذه المرحلة العمرية ، وكذلك الاهتمام بجانب السلامة الهندسية في الإنشاءات ، والتحقق الدوري من شروط التشغيل والجودة.